(٦) صحة تسمية الحرف قراءة (كما في الحديث الأول) وتحديدها في الاستزادة النبوية بسبعة حقيقة، في الألفاظ لا المعاني(١).
(٧) تيسيرها قراءة القرآن الكريم لجميع الأمة، بمراعاة الأعذار الضرورية فيها، معافاة من الله وتخفيفاً عليها، ونشراً للإسلام وكتابه الكريم.
(٨) تحريم المراء في القرآن الكريم، بالنِزاع في حروفه الثابتة، أو إنكار حرف منها، فهو كفر.
وقد كثرت أقوال العلماء في تحديد المراد بالأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن، واختلفت اجتهاداتهم، حسب ما يترجح بقرائن الأحوال فيه لدى كل منهم، ما بين اللغة أو اللهجة أو القراءة، وعدد كل منها في الواقع أو المراد به، وكيفية حصره. وقد نقلت في هذا أقوال لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني المتوفى ٢٥٥ه، ثم لابن قتيبة: عبد الله بن مسلم المتوفى ٢٧٦ه في كتابه (تأويل مشكل القرآن) تعد هي الأولى(٢) في تتبع وجوه الاختلاف وحصرها في سبعة لتوافق النص عليها في الحديث النبوي.
ولا تزال اجتهادات العلماء في تحديد المراد بالأحرف السبعة دائرة في نطاق لغة القرآن والحديث وواقع الأمة، وقد تتداخل الأقوال، كما تتوارد الآراء فيما بينها، ولكل اجتهاد قبوله وترجيحه، في مقابل غيره المرجوح لديه، وبهذا ونحوه - من دأب العلماء تتجلى - صورة مشرقة من تعلق المسلمين بكتاب ربهم، وتوفر علمائهم على دراسته التي لا يشبعون فيها منه، وهو لا يخلق على كثرة الرد، فلعل في كثرة هذه الاجتهادات حول أحرفه السبعة التي نزل عليها صورةً من هذه العلاقة التي لا تنقضي.

(١) انظر: الإبانة عن معاني القراءات، مكي بن أبي طالب، ص ٧٢، ١١٤.
(٢) انظر: تاريخ القرآن، د. عبد الصبور شاهين: ٣٨، الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها، د. حسن عتر: ١٤٨.


الصفحة التالية
Icon