ومن المشاريع الناجحة التي راعت لغة الدارسين للقرآن ومستواهم الثقافي : ما قام به المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمكة، من خلال مشروع حلقات تلاوة القرآن الكريم لحجاج بيت الله الحرام، وقد عايش الباحث بنفسه هذا المشروع. وتقوم فكرته على استقطاب حجاج بيت الله الذين يقدمون إلى مكة في موسم الحج، وتعليمهم ما لا يسعهم جهله من القرآن، والعناية بتحقيق القراءة الصحيحة لسورة الفاتحة أولاً ثم قصار السور(١). وقد كان بعض هؤلاء الحجاج لا يحسن القراءة الصحيحة للقرآن، وهو لا يحسن العربية أيضاَ – في الغالب – فمنَّ الله عليهم بتلك الحلقات القرآنية المناسبة لإمكانياتهم وقدراتهم المعرفية والثقافية، وكان المنهج مقتصراً على فاتحة الكتاب وقصار السور، وذلك للأسباب التالية :
أ – أن هذه السور مما يحتاجها المسلم في صلاته، وربما لم يتيسر للكثير من الحجاج تعلمها وإتقانها في بلدانهم، بل وُجد من لم يحفظها أصلاً.
ب – قصر المدة التي يمكثها أغلب الحجاج في مكة، فهي أيام معدودة قبيل الحج.
ج – كثرة الحجاج مقارنةً بأعداد المدرسين، مما يصعب معه استيعاب جميع الحجاج في جميع المساجد من جهة، ويصعب أيضاً زيادة المحتوى المقرر للتدريس من جهة أخرى.
وقد استفاد من المشروع العديد من المسلمين من مختلف أنحاء العالم كما هو واضح في الجدول التالي :
الجنسيات المستفيدة
عربية... اليمن – الأردن – فلسطين – تونس- الجزائر – المغرب – السودان – الصومال
آسيوية... باكستان – إيران – الهند – بنجلاديش – سريلانكا – كازاخستان – أفغانستان – إندونيسيا –
ماليزيا – تايلاند – روسيا
أفريقية... نيجيريا – النيجر – كينيا – غينيا – توجو – بوركينافاسو – موريشيوس – جنوب أفريقيا
أوروبية... تركيا– بريطانيا – فرنسا