ومن ناحية أخرى فإن المنهج في تعليم القرآن ينبغي أن يهتم بتعليم قواعد اللغة العربية: نحوها وصرفها وإعرابها، وفهم معاني كلماتها، فذلك أدعى لفهم القرآن، وحفظه، وتدبر معانيه، ومن ثم العمل به. ولتحصيل التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل، بين عبدالرحمن الميداني ضرورة ملاحظة قواعد اللغة العربية وقال :"على دارس أي نص عربي بليغ لا سيما كتاب الله عز وجل أن يكون خبيراً بدلالات الصيغ المختلفة لمادة الكلمة العربية، لأن الفهم الصحيح للنص مرتبط بمعرفة ذلك... ، وأن يكون خبيراً بالدلالات التي يدل عليها التقديم أو التأخير بين عناصر الجملة العربية، حتى يحسن فهم النص وتدبر مستواه البياني... ، وأن يكون خبيراً عالماً بقواعد علم النحو، لأن فهم النص بشكل صحيح كامل مرتبط ارتباطا ًكلياً بمعرفة موضع كل كلمة في الجملة العربية، ومعرفة إعرابها، وهذا لا يتيسر إلا لمن عنده زاد طيب من هذا العلم، وإلا وقع في أخطاء فكرية فاحشة، وهو يشرح معنى النص " (١).

(١) - قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل، ص١٥١


الصفحة التالية
Icon