تعارف التربويون المعاصرون على أن المنهج هو الأسلوب الذي يتبعه المعلمون للوصول إلى الأهداف والغايات التربوية والتعليمية. والمنهج هو جميع ما تقدمه المؤسسة التعليمية إلى دارسيها، للوصول إلى غاياتها وطموحاتها، وللسعي إلى تنفيذ خطتها. وعرف الدمرداش سرحان المنهج بأنه :" يتضمن جميع ما تقدمه المدرسة إلى تلاميذها تحقيقاً لرسالتها الكبرى في بناء البشر، و وفق أهداف تربوية محددة، وخطة علمية سليمة، بما يساعد على تحقيق نموهم الشامل جسمياً وعقلياً ونفسياً واجتماعياً وروحياً " (١). ومن وجهة نظر التربية الإسلامية، عرفه محمود شوق بأنه " نظام من الخبرات التي تقدمها المؤسسة التربوية للمتعلمين – منها ما يتعلق بالمنزَّل من عند الله، وأخرى تتعلق بالمكتسب بواسطة البشر – لتساعدهم على اكتسابها تحت إشرافها، وذلك بهدف تحقيق نموهم نمواً شاملاً ومتكاملاً ومتوازناً، وتمكينهم من السلوك قولاً وعملاً وفق تعاليم الدين الحنيف " (٢).
وباختصار فيعرف المنهج بأنه خطة عامة للتربية، وهذا التعريف يعطي مفهوماً واسعاً للمنهج، لأنه إلى جانب النتائج التعلمية المقصودة أو المخطط لها، يضم محتويات المواد والأنشطة التعليمية اللازمة لتحقيق الأهداف المرسومة للمنهج، وكذلك تخطيط الأهداف، وتوفير الوسائل التعليمية، والمواد الدراسية، وكلها يدخل في نطاق مفهوم المنهج.
وعلى هذا يكون المنهج خطةً عامةً تهدف إلى نقل التلاميذ من حالة فكرية ومهارية ووجدانية إلى حالة أرقى منها حسب أهداف مرسومة، وعبر خبرات مقصودة. وبناءً على ذلك فإن المنهج يتكون من عدة عناصر هي :
١- المقررات الدراسية
(٢) - الاتجاهات الحديثة، ص٣٢