تتفاعل مؤسسات المجتمع مع العملية التربوية من نواحي متعددة، ومن الناحية الاجتماعية فلا شك أن المسجد هو أحد المؤسسات الاجتماعية والتربوية المهمة في المجتمع المسلم، وأحد أركانه الذي لا يقوم إلا به، ولذلك لا تُستغرب علاقته الوثيقة بالمراكز القرآنية. ذلك أن كثيراً من تلك المراكز تقع في المساجد، ومن خلال المساجد تُغرس المعتقدات والشرائع والقيم، ومن خلالها يتعود الناشئة على أهم ركن في الإسلام، ألا وهو الصلاة. وفي المسجد أيضاً يتعلم المسلمون القرآن، قال - ﷺ - :(من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )(١).
ودور المنهج في المراكز القرآنية أن يحث الناشئة والشباب على مداومة ارتياد المساجد والتعلق بها في جميع الظروف والأحوال، وأن يحرصوا على ملازمة حلق القرآن، ولا تكن هذه الحلق هي آخر العهد بالمسجد في حياتهم اليومية. وينبغي تربية الشباب من خلال المنهج على الاستفادة من إمام المسجد، ومن أنشطة المسجد، ومن جماعة المسجد.

(١) - رواه مسلم برقم ٢٧٠١ في كتاب الذكر والدعاء باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر


الصفحة التالية
Icon