فَهَذَا مقدم ومؤخر وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ وَلَئِن أَصَابَتْكُم مُصِيبَة ليَقُولن قد أنعم الله عَليّ إِذْ لم أكن مَعَهم شَهِيدا كَأَن لم تكن بَيْنكُم وَبَينه مَوَدَّة حِين قَالَ هَذَا القَوْل وَلَئِن أَصَابَكُم فضل من الله ليَقُولن يَا لَيْتَني كنت مَعَهم فأفوز فوزا عَظِيما
وَكَذَلِكَ قَوْله ﴿إِنَّه من سُلَيْمَان وَإنَّهُ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾ قَالَ هُوَ أعلم بِاللَّه عز وَجل من أَن يبْدَأ باسم سُلَيْمَان قبل اسْم الله عز وَجل وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الْكتاب جَاءَنِي من سُلَيْمَان وَإنَّهُ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فَأخْبرت مِمَّن الْكتاب وَأَن أول صدر الْكتاب بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم بَدَأَ باسم الله عز وَجل قبل اسْمه وَقد كَانَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَولا يكْتب بِاسْمِك اللَّهُمَّ فَلَمَّا نزلت ﴿إِنَّه من سُلَيْمَان وَإنَّهُ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾ فَكتب النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بعد ذَلِك فَبَدَأَ باسم الله عز وَجل فَدلَّ بذلك أَنه اتبع مَا أخبر الله عَن سُلَيْمَان فَهَذَا دَلِيل قَوْله