وفي الحديث نظر، ففي سنده عمار بن مطر وهو ضعيف جداً ووثقه بعضهم (١)
كما أن أبي سلمة بن عبد الرحمن لم يلق ابن مسعود فالحديث في حكم المنقطع، وقد قال بذلك جمع من أهل العلم.
ومما يُذكر أن جميع الأحاديث الذي يستدل بها أصحاب هذا المذهب أحاديث لا يحتج بها، إما لضعف بها أو لإرسالها أو لانقطاعها.
قلت : كما أن حديث عمر رضي الله عنه ينفي ما فهمه أصحاب هذا المذهب من هذا الحديث، إذ أن الإختلاف كان على صلاة الرجل بقراءة ما أقرئها رسول الله ﷺ لعمر رضي الله عنه، وما كان الإختلاف لا في الزاجر ولا في الآمر ولا في الوعد ولا في الوعيد ولا في الحلال ولا في الحرام ولا في المحكم ولا في المتشابه.
؟ المذهب التاسع : وهو القول بأن المراد بالأحرف السبعة هو الإختلاف في الكلام من سبعة وجوه
١. الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، مثال ذلك من قوله تعالى :"والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" قرأت هكذا:"لأمانتهم " بالإفراد أيضاً.
٢. اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر مثال ذلك من قوله تعالى :"ربنا باعد بين أسفارنا" وقرأت ربُنا بعد بين أسفارنا" على أساس أن الفعل تحول من فعل أمر لفعل ماض.
٣. اختلاف وجوه الإعراب، مثال ذلك من قوله تعالى:"ذو العرش المجيد" قرىء برفع لفظ المجيد وجره، فالرفع على أنه نعت لكلمة ذو والجر على أن نعت لكلمة العرش.
٤. الاختلاف بالنقص والزيادة، مثاله من قول الله تعالى :"وما خلق الذكر والأنثى" قرىء كذلك :"والذكر والأنثى " من غير وما خلق.
٥. الاختلاف بالتقديم والتأخير مثاله من قول الله تعالى :"وجاءت سكرة الموت بالحق" قرىء:"وجاءت سكرة الحق بالموت"
٦. الاختلاف في الإبدال : مثال ذلك قوله تعالى :"وطلح منضود" قرىء "وطلع منضود".

(١) مجمع الزوائد ١/١٥٣


الصفحة التالية
Icon