؟ وروي عن ابن عمر أنه قال : الحرف الناقة الضامرة، وقال الأصمعي الحرف: الناقة المهزولة، وحرف الشيء ناحيته، وفلان على حرف من أمره، أي ناحية منه، كأنه ينتظر ويتوقع، فإن رأى من ناحية ما يحب وإلا مال إلى غيرها.
؟ وقال ابن سيده: فلان على حرف من أمره أي ناحية منه، إذا رأى شيئاً لا يعجبه عدل عنه. وفي التنزيل العزيز :﴿ ومن الناس من يعبد الله على حرف ﴾ (١) أي إذا لم ير ما يحب أنقلب على وجهه، قيل : هو أن يعبده على السراء دون الضراء.
؟ وقال الزجاج : على حرف أي على شك، قال وحقيقته أنه يعبد الله على حرف أي طريقة في الدين لا يدخل فيه دخول متمكن، فإن أصابه خير أطمأن به، أي إن أصابه خصب وكثر ماله وماشيته اطمأن بما أصابه، ورضي بدينه، وإن أصابته فتنة اختبار بجدب وقلة مال انقلب على وجهه، أي رجع عن دينه إلى الكفر وعبادة الأوثان.
؟ وذكر ابن قتيبة نحوه (٢)
؟ وروى الزهري عن أبي الهيثم قال أما تسميتهم الحرف حرفاً فحرف كل شيء ناحيته، كحرف الجبل والنهر والسيف وغيره.
؟ قال الأزهري : كأن الخير والخصب ناحية، والشر والمكروه آية أخرى، فهما حرفان وعلى العبد أن يعبد خالقه على حالتي السراء والضراء، ومن عبد الله على السراء وحدها دون أن يعبده على الضراء يبتليه الله بها، فقد عبده على حرف، ومن عبده كيفما تصرفت به الحال فقد عبده عبادة عبد مقر بأن له خالقاً يصرفه كيف يشاء، وأنه إن امتحنه باللاواء أو أنعم عليه بالسراء، فهو في ذلك عادل أو متفضل غير ظالم ولا متعد، له الخيرة وبيده الخير ولا خيرة للعبد عليه.
؟ وحرف عن الشيء يحرف حرفاً، وانحرف وتحرف، واحرورف عدل قال الأزهري : وإذا مال الإنسان عن شيء يقال : تحرف وانحرف واحرورف......
(٢) تأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة ص ٢٧-٢٨