لقد جاءت أحاديث صحيحة دلت على أن القرآن نزل على سبع أحرف، فقد روى البخاري وباقي الستة عدا ابن ماجه أن عمر بن الخطاب قال:" سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سم فلبّبته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت له : كذبت أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده لرسول الله ﷺ، فقلت : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال : أرسله، اقرأ يا هشام فقرأ السورة التي سمعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك أنزلت، ثم قال رسول الله ﷺ : اقرأ يا عمر، فقرأت التي أقرأني فقال: كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه "
المسألة الرابعة: الاختلاف بين الأحرف في القرآن
أخرج الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده والطبري عن أبي بن كعب انه قال:" كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله ﷺ فقلت:" إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله ﷺ فقرآ، فحسن النبي ﷺ شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأي رسول الله ﷺ ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقاً وكأني أنظر إلى الله فرقاً، فقال لي :


الصفحة التالية
Icon