- أولاً : مما هو ظاهر من السرد السابق للمؤلفات كون الخمسة الأخيرة غير مفردة للمتشابه اللفظي – بخلاف التي قبلها-، كما يلحظ أيضاً كون اثنين من تلك الخمسة هما مؤلفين من المؤلفات الجامعة في علوم القرآن، وهما " فنون الأفنان " لابن الجوزي،
و" البرهان " للزركشي، فلا غرابة في كلامهم عن المتشابه اللفظي فيهما ؛ إذ يعتبر واحداً من علوم القرآن التي تشملها تلك الكتب الجامعة لها، على أن الكلام في المتشابه أخذ قدر ثلث الكتاب عند ابن الجوزي في " فنون الأفنان "، بخلاف الزركشي الذي لم يستغرق من كتابه سوى صفحات قليلة ؛ ضمن النوع الخامس – من علوم القرآن عنده - (١)، هذا مع كونه ذكر عدداً من التوجيهات والتعليلات ولم يقتصر على الجمع فقط كما فعل ابن الجوزي.
أما ما ذكره ابن الجوزي في " المدهش" ؛ فلا يعدو أن يكون ملخّصاً لما ذكره في "الفنون"، وذلك في قرابة العشرين صفحة.
وأما كتاب " فن الترتيل وعلومه" ؛ فالكلام على المتشابه اللفظي فيه زاد على الأربعين صفحة بقليل (٢)، وأكثره في ذكر إحصاءات لبعض المتشابهات – مرتبة حسب السور -.
وأخيراً كتاب " إعانة الحفاظ " الذي جعله مؤلفه قسمين : الأول : في الحفظ والنسيان، والثاني : في المتشابه اللفظي. كما جعل القسم الثاني في بابين : الأول : في دراسة عن المتشابه اللفظي، ومعظم هذا الباب – بل معظم الكتاب كلّه – في الكلام التفصيلي على المؤلفات في المتشابه اللفظي -. أما الباب الثاني : ففي ضوابط المتشابهات، وهي ضوابط يحشد تحتها أمثلة كثيرة من الآيات المتشابهة، وصنيعه هذا – في الباب الثاني - هو الذي جعلني ألحق كتابه بهذا النوع من المؤلفات في المتشابه اللفظي.

(١)... استغرق الكلام عن المتشابه في فنون الأفنان : ص ٣٧٦- ٤٨٦، أما في البرهان : ١/ ٢٠٢- ٢٤١.
(٢)... من : ١/ ٢٩٩ - إلى : ١/ ٣٣٣.


الصفحة التالية
Icon