- ثانياً : اتخذت تلك المؤلفات مناهج مختلفة في طريقة ترتيب محتوياتها، أبرزها ثلاثة :
( ١ ) ترتيب الكتاب بحسب ترتيب سور المصحف، وهذا المنهج هو الأغلب في تلك الكتب، بل إن أصحاب المنهجين الآخرين – في الترتيب – مشوا على هذا المنهج داخل الباب أو القسم الواحد عندهم.
أما داخل السورة الواحدة فمشوا على ترتيب آياتها – إلاّ ما وهموا فيه – مع اكتفائهم بما ورد من آيات متشابهة في سورة متقدّمة عن إعادتها مرّة أخرى في السورة المتأخرة، مكتفياً بعضهم بالإحالة عليها، وبعضهم لا يحيل.
والترتيب على هذا المنهج – بحسب ترتيب السور – ربما كان أفضل طرق الترتيب لسهولته ووضوحه، ولذلك فقد سارت عليه أكثر المؤلفات في جمع المتشابه– كما تقدّم -.
( ٢ ) تقسيم أبواب الكتاب على حسب عدد مرّات التكرار للفظ المتشابه، وإمام هذا المنهج هو الإمام الكسائي في كتابه، وتبعه على أبوابه – سوى اختلاف يسير جداً – الزركشي في البرهان.
وهذا النهج في الترتيب غير مفيد كثيراً، كما أن القصور فيه سيكون كبيراً – سواء في عدد الأبواب أو في إحصاء جميع الأمثلة الداخلة في الباب الواحد – إلا أن تسلك طريقة معاجم الألفاظ (١). إضافة إلى أن في هذا النهج تفريقاً للألفاظ المتشابهة التي يختلف عدد مرّات تكرارها ؛ فلا تحصل الفائدة المرجوّة من وراء هذا الجمع للمتشابهات (٢).

(١)... ولذلك عدّ محقق كتاب الكسائي عمل المؤلف من أوائل المحاولات المعجمية لفهرسة ألفاظ القرآن الكريم، انظر: مقدمة التحقيق : ص ٨.
(٢)... انظر : إعانة الحفاظ : ص ١٢٥- ١٢٧.


الصفحة التالية
Icon