وممن يمكن أن يعتبر على هذا النهج – إجمالاً – كلٌّ من : محمد المسند في " تنبيه الحفاظ "، وعبدالله الورّاقي في " إغاثة اللهفان " (١). كما أن ممن له عناية بذكر الضوابط – وإن لم يرتّب كتابه بحسبها – جمال بن عبد الرحمن في " الإيقاظ ".
وهذا المنهج يلحظ عليه ما لُحظ على المنهجين اللذين قبله ؛ من تفريقه لمسائل التشابه في الآية الواحدة بحسب الضوابط، ومن كون تصنيف الأمثلة تحت الضابط المعيّن مما يدخله الاجتهاد لاختلاف الأنظار فيه.
هذا مع أن بعض اتجاهات التأليف في المتشابه اللفظي، وبعض مناهجها في ترتيب المتشابهات، تصلح لأن تعتبر – بجملتها – من الضوابط، وذلك : كتوجيه المتشابهات، والنظم فيها، وأبواب ( المنفردات ) الموجودة في بعض المؤلفات(٢).
- ثالثاً : المؤلفات التي سار أصحابها على منهج ترتيب السور في المصحف لم يقتصر عملهم – في الأغلب – على جمع المتشابهات ؛ بل عمدوا إلى إبراز المغايرات بين تلك المتشابهات، إما بالنص عليها أو بالإشارة، والإشارات التي وضعوها أنواع، منها (٣) :
( ١ ) إبراز المغايرات بلون مخالف لبقية نص الآية ( والغالب أن يكون الأحمر ) وقد أخذ بهذه الطريقة – التلوين - كلٌّ من : محمد المسند في " تنبيه الحفاظ "، والسيد محمود سند في كتابه " أوجز البيان "، وكذلك فقد استعمل هذه الطريقة : عبد الله الورّاقي في كتابه " إغاثة اللهفان ".
(٢)... انظر : إعانة الحفاظ : ص ٢٣٧.
(٣)... قد لا يكفي الكلام النظري أحياناً في شرح هذه الطرق، ولذلك فقد ألحق صاحب كتاب " إعانة الحفاظ " في آخر كتابه : ص ٣٥٧- ٣٦٣ ملحقاً فيه صور من تلك الكتب توضّح طرق أصحابها كما هي.