- رابعاً : وجدت أن كلاً من الكسائي وابن المنادي ربما أشارا إلى اختلافات القراءات ؛ لأثرها في تعداد المتشابه، ولم أجد هذا الأمر لغيرهما – من المؤلفين في جمع المتشابه -.
- خامساً : وقع تفاوت في عدد المتشابهات التي جمعها كلّ واحد من المؤلّفين المذكورين، والسبب في هذا – كما نصّ عليه عدد منهم – أن قصدهم جمع ما يقع فيه الإشكال بسبب تشابهه مع غيره، وليس استقصاء كلّ الألفاظ المتشابهة في القرآن. ولا يخفى أيضاً بأن الاستشكال أمر نسبيّ يختلف الناس في اعتباره ؛ فيكون ذلك سبباً آخر لذلك التفاوت.
- سادساً : تعرّضت بعض تلك المؤلفات لتوجيه بعض المتشابهات التي جمعتها – بين مقلٍّ ومستكثر - فعلى حين أن ابن المنادي ألمّ إلمامة يسيرة بتوجيه بعض الآيات في خاتمة كتابه، نجد صاحبَي " الإيقاظ " و " أوجز البيان " قد أفادا – دون إكثار – من بعض كتب توجيه المتشابه – كما صرّحا بذلك -، أما صاحب " دليل الحيران " فقد نقل كتاب " البرهان " للكرماني بحروفه – وهو من الكتب المفردة في توجيه المتشابه كما سيأتي في المطلب الثالث - مُلحِقاً ما يخصّ كلَّ سورة إياها ؛ بعنوان :" خواطر حول بعض المتشابهات".
* * *
المطلب الثاني : المنظومات في جمع المتشابه اللفظي
كما ألّف العلماء في جمع المتشابه نثراً فقد ألّفوا فيه نظماً – أسوةً بغيره من العلوم التي نُظم فيها-. أمّا سبب اختيار النظم للتأليف في العلوم ؛ فلسهولة حفظه وانجذاب الطبع إليه، إلا أن التأليف فيه أقلّ من المنثور – كما في المتشابه - لأنه ليس في مقدور كلّ أحد.
وقد رأى أحد الباحثين بأن أسلوب النظم في المتشابه غير مناسب ؛ حيث إن قدسيّة القرآن وحرمته تتنافى مع ذلك (١).