ومن أبرز الملحوظات على هذا المنهج : عدم انضباط الترتيب به ؛ إما لأن النظر يكون أحياناً لغير الحرف الأول بل للأوسط أو الأخير – لأنه هو موضع التشابه –، وإما لكون الحرف الزائد على أصل اللفظ هو سبب التشابه فيعتبر حين النظر إلى اللفظ في التبويب، وعموماً فإن التبويب على هذا المنهج فيه مجال لاختلاف الأنظار فيما يدخل تحت الأبواب من الأمثلة ؛ مما يحمل أحياناً على ذكر اللفظ الواحد في بابين لصلاحيته لكليهما، أو تفريق النظيرين على بابين.
( ٢ ) التبويب على عدد مرّات التكرار – كما هو منهج الكسائي الذي سبقت الإشارة إليه في المطلب السابق – وقد أخذ بهذا المنهج ابن أنبوجا في القسم الأول من منظومته " البحر المحيط " الذي يسمى منفرداً " معدودات القرآن ".
( ٣ ) التبويب على ترتيب السور – كما هو منهج المصنفين في المتشابه اللفظي كما سبق ذكره أيضاً في المطلب السابق – وأخذ به ابن أنبوجا في القسم الثاني من منظومته "البحر المحيط " الذي يعرف منفرداً باسم " متشابه القرآن ".
- ثانياً : مما هو معروف عن المنظومات في المتشابه – ومنظومة السخاوي ومن سار على منهجه خصوصاً - الاكتفاء بأحد اللفظين المتشابهين عن ذكر الآخر في الغالب – لضيق النظم عن ذلك – مما يحتاج معه إلى شرح يُذكّر بتلك النظائر وينبّه عليها.
وكذلك فإن من أبرز ما ينتقد على المنظومات – وهو موجود في السخاوية على قوة مَلَكَة مؤلفها في النظم – ما يضطر إليه من التغيير فيما يحكي من ألفاظ القرآن، أو ذكر أسماء للسور غير معروفة، وما سوى ذلك من ضرورات النظم، وقريب منه كثرة الحشو لتكميل الأبيات، إلاّ أن نظم ابن أنبوجا يخلو من الحشو في الغالب.


الصفحة التالية
Icon