ثم تأتي منظومة الدمياطي ؛ التي ذكر أنه نحا فيها نحو السخاوي، وأنه زاد عليه زيادات – حيث يفصّل أحياناً فيما أوجزه السخاوي، وأحياناً العكس – لكنها ركيكة ضعيفة التراكيب في مجملها مع كثرة الضرورات المخِلّة، وقد بلغ عدد أبياتها ( ٣٦٨ بيتاً ) لكن من البحر " الطويل " والتزم فيها قافية الألف، ولذلك فإنها تسمّى أحياناً بمقصورة الدمياطي.
وهذا الصنيع من الدمياطي فيه امتياز لمنظومته عن بقية المنظومات الأخرى التي نظمت على بحر الرَّجَز ؛ كما أطلق السخاوي على منظومته لقب الأرجوزة في أوّلها، وكما هو اسم منظومة حسن الماحي " رَجَز القرآن " التي بلغ عدد أبياتها ( ٧٠ بيتاً ) في حين أن عدد أبيات منظومة الدنفاسي ( هو : ٢٠٠ بيتٍ ) لكن مع وجود تطابق بين أبياتها وأبيات منظومة الماحي ؟ (١).
- ثامناً : بقيت الإشارة في آخر هذا المطلب إلى وجود أبيات متفرّقة منظومة في المتشابه، نظمها بعض المصنفين فيه، منهم الطيبي في شرحه لمنظومة السخاوي(٢)، كما أن للعلامة محمد سالم بن عبد الودود نظماً متفرّقاً في المتشابه (٣). ومن المعاصرين جمال بن عبد الرحمن في كتابه" الإيقاظ "- السابق ذكره في المطلب الأول – وهي قرابة مائة بيت، لكنها ركيكة جداً، بل هي أشبه بالكلام المسجوع منها بالنظم(٤).

(١)... انظر : إعانة الحفاظ : ص ١٤٠.
(٢)... انظر : مقدمة تحقيق عبدالقادر الحسني لهداية المرتاب : ص ٥٢- ٥٣ وهي أبيات يعارض بها بعض أبيات السخاوي.
(٣)... انظر : مقدمة تحقيق الحكمي لمتن هداية المرتاب : ص ٢، وقد ذكر الحكمي أنه أورد منه بيتين في تعليقه على متن السخاوي، أما ابن عبدالودود فهو شيخ للحكمي ( المحقق ) كتب مقدمة لتحقيقه هذا.
(٤)... انظر : إعانة الحفاظ : ص ١٨٤- ١٨٥.


الصفحة التالية
Icon