وعموماً فإن هذه الكتب الخمسة – كتاب الإسكافي والكرماني وابن الزبير وابن جماعة والأنصاري – والثلاثة الأولى منها على وجه الخصوص : هي المصادر الأساس في (( توجيه المتشابه اللفظي )) (١) وإن كانت كتب وبحوث المعاصرين تزيد المقارنةَ فيما بين تلك الكتب، مع إضافة ما قد يُذكر في كتب التفسير أو غيرها من التوجيهات.
- ثانياً : جميع المؤلفات المذكورة سارت في ترتيب مادتها على ترتيب السور في المصحف، مع الإحالة – في الغالب - على الموضع المتقدّم عند الوصول إلى المواضع المتأخرة، كما تُصاغ وجوه التكرار أو الاختلاف بين المتشابهات المتعلّقة بالآية الواحدة على شكل أسئلة أو مسائل، يوضّحها المؤلّف ويشرح عللها واحدة بعد أخرى.
يستثنى من هذا المنهج مؤلَّفَا الراجحي والشثري، حيث كان ترتيبهما موضوعياً، فالأول بحسب قصّة كلّ نبيّ، والثاني بحسب نوع الاختلاف الحاصل بين الآيات المتشابهة في الكلمة ( صيغةً أو تذكيراً وتأنيثاً أو تعريفاً وتنكيراً أو إفراداً وجمعاً أو إبدال حرف بحرف ) وفي التراكيب ( ذكراً وحذفاً أو تقديماً وتأخيراً أو فصلاً ووصلاً ).
ولا شك في كون منهج ترتيب السور في المصحف أسهل تناولاً وأشمل، لكن منهج الترتيب الموضوعي - بنوعيه - كان أنسب من الناحية الفنّية الأكاديميّة للذَينِ اتخذاه، والله أعلم.