- رابعاً : بالنسبة لعدد المسائل : فإن أكثر كتب توجيه المتشابه في ذلك : كتاب الكرماني ( ٥٩٠ مسألة )، يليه كتاب ابن الزبير ( ٥٣٠ مسألة )، ثم الأنصاري ( ٣٥٠ مسألة )، ثم كتاب ابن جماعة ( ٣٣١ مسألة )، وأخيراً : الإسكافي ( ٣٢٤ مسألة ) (١).
- خامساً : افترق المؤلفون في توجيه المتشابه اللفظي من حيث البسط والاختصار في التوجيه والتعليل إلى منهجين متمايزين :
( ١ ) منهج البسط والإطالة في التوجيه والتعليل والشرح، وهذا منهج الخطيب الإسكافي، وتبعه عليه أبو جعفر بن الزبير، على أن في أسلوب ابن الزبير صعوبة من جهة أنه " يتكلّف في اختيار الألفاظ الفصيحة، ويكثر في كلامه الحشو الذي لا حاجة إليه، بخلاف الإسكافي " (٢)، كما يلحظ أيضاً أن منهج البسط والإسهاب في الشرح قد جعلهما يُكثران من الاستطراد وعقد الفصول التكميليّة التي ليست من صميم مسائل الكتاب.
وقد يلتحق بهذا المنهج ما سار عليه المعاصرون في مؤلفاتهم – وهي المؤلفات الأربعة الأخيرة – حيث التزموا فيها منهج الاستيعاب مع المناقشة والمقارنة والتحليل.
( ٢ ) منهج الإيجاز والاختصار في التوجيه والتعليل، وهو المنهج الذي اختطّه الكرماني، وتبعه عليه كلٌّ من ابن جماعة والأنصاري. والرغبة في الاختصار عند هؤلاء قد يقع بسببها أحياناً شيء من الغموض و عدم وضوح قصد المؤلّف من كلامه.

(١)... الإحصاء المذكور للمسائل: قمت به أنا لكتابي : الإسكافي وابن الزبير، كما قام به عبد القادر عطا في تحقيقه لكتاب الكرماني، وأما كتابا ابن جماعة والأنصاري ؛ فقد ذكرهما في : إعانة الحفاظ ؛ كما في الحاشية السابقة
(٢) إعانة الحفاظ : ص ٢٠٢....


الصفحة التالية
Icon