بقيت الإشارة إلى أن كتاب " إعانة الحفّاظ للآيات المتشابهة الألفاظ " لمحمد طلحة بلال منيار - الذي سبق ذكره في المطلب الأول من هذا المبحث " ضمن المؤلّفات في جمع المتشابه "– قد ذكر فيه باباً كاملاً – استحوذ على معظم الكتاب – عن المؤلّفات في المتشابه اللفظي(١)، وقد استقصى في ذلك ما استطاع، فكان أوفى كتاب رأيته تعرّض لإحصاء المؤلفات في هذا الموضوع، مع الكلام عليها. وقد أفدت منه كثيراً في هذا المبحث بخصوصه، والله الموفّق.
* * *
المبحث الأول :
أهمية علم المتشابه اللفظي في القرآن وفوائده
الأمور التي يكتسب منها العلم أهميته، والفوائد والثمرات التي تعود على من يشتغل به، هي الأشياء التي يكتسب منها ذلك العلم مبرّرات وجوده ابتداءً، ثم هي الأشياء التي تفسّر استمراره وتطوّره. هذا فضلاً عن كون الحديث عن أهمّية العلم وفوائده مما يرتبط كثيراً مع ذكر تعريفه ونشأته.
وكذلك فإن الكلام في هذا المبحث يتداخل كثيراً مع مبحث " أسباب التأليف في المتشابه اللفظي ومقاصده " – في الفصل السابق – ؛ حيث إن من أهم الأسباب الداعية إلى التأليف فيه بعضَ الأمور التي يكتسب منها ذلك العلم أهميته، وكذلك بالنسبة لبعض المقاصد من وراء التأليف فيه هي من أهم ما يحقّقه ذلك العلم من الفوائد. ويتبيّن الأمر جليّاً من خلال المقارنة بين المبحثين.
وعليه فإن الكلام تحت هذا المبحث سيكون في مطلبين :
المطلب الأول : أهمية علم المتشابه اللفظي في القرآن.
المطلب الثاني : فوائد علم المتشابه اللفظي في القرآن.
* * *
المطلب الأول : أهمية علم المتشابه اللفظي في القرآن