يقول الشيخ طاهر الجزائري(١) – في بيان مكانة هذا العلم إجمالاً - :" ولا يخفى أن المسائل المذكورة من متعلّقات العلم المسمّى بعلم المتشابه من القرآن، وهو علم جليل الشأن؛ له اتصال بعلم المناسبات. وقد ألّف فيه كثير من العلماء الأعلام فأجادوا، إلاّ أنه كغيره من العلوم قد تكلّم فيه كثير ممن ليس لهم براعة فيه ؛ فخبطوا خبط عشواء في ليلة ظلماء، إلا أن ذلك لا يؤثّر في نفس العلم شيئاً، ولا يحطّ من قدره، ولا يوجب الإعراض عنه.
وشأن العالم المحقق الواقف على ذلك أن يكثر سواد المحسنين فيه إن ساعده الحال، أو يشير إليهم ويدلّ المسترشد عليهم، والله الموفّق " (٢).
ولكن هذا الكلام الإجمالي لا يكفي في بيان أهمية هذا العلم ومكانته، بل لا بد من شيء من التفصيل في ذكر الأشياء التي اكتسب منها تلك المكانة ؛ بيانها كما يلي :
أولاً : الإشارة إليه في القرآن – في آيتي آل عمران والزمر(٣) – كما تقدّم تفصيله في صدر هذه الرسالة (٤). وذلك على أحد الأقوال في تفسير " التشابه " الموصوف به القرآن في الآيتين.

(١)... هو : طاهر بن صالح، أو محمد بن صالح بن أحمد بن موهوب، الجزائري ثم الدمشقي، بحّاثة، من أكابر العلماء باللغة والأدب في عصره، ولد وتوفي في دمشق، سنة ١٣٣٨هـ. انظر : الأعلام : ٣/ ٢٢١.
(٢)... التبيان لبعض المباحث المتعلّقة بالقرآن : ص ٣٠٠.
(٣)... هما : قوله تعالى : ؟ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ؟ [آل عمران : ٧ ]، وقوله تعالى : ؟ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِي ؟ [ الزمر : ٢٣ ].
(٤)... انظر : المبحث الأول من الفصل الأول.


الصفحة التالية
Icon