سادساً : ومما يمكن أن يُستدلّ به على أهمية هذا العلم ومكانته : كونه من العلوم التي سخّرها الله تعالى لحفظ كتابه لفظاً ومعنى، بل فيما هو مظنة للخطأ والنسيان والاشتباه منه؛ وهي الآيات المتشابهة من القرآن. ولا شك أن علماً يسهم في تحقيق هذا المقصد العظيم لهو مستحقّ للشرف و المكانة.
سابعاً : كثرة علاقة علم المتشابه اللفظي بالعلوم الأخرى– كما سيأتي بيان ذلك بشيء من التفصيل في المباحث التالية – دليلٌ أيضاً على أهميته، وسبب ذلك - والله أعلم – تعلّقه بالقرآن العظيم الذي هو أصل العلوم كلّها.
ثامناً : أنه علم يتناول ظاهرة من أوضح الظواهر في أسلوب القرآن – وهي ظاهرة التشابه الحاصل بين آيات القرآن في ألفاظها – حتى بلغت تلك الآيات التي بينها تشابه – بحسب إحصاء بعض الباحثين (١) – أكثر من ( ٢٠٠٠ ) آية، أي حوالي ثلث العدد الكلي لآيات القرآن.
تاسعاً : مما يدلّ بجلاء على أهميّة هذا العلم ومكانته ما سيأتي تفصيله – في المطلب اللاّحق – من الفوائد والثمرات التي يحقّقها، وهي فوائد كثيرة وعظيمة ؛ يكفي بعضها للدلالة على شرفه وعلوّ منزلته ؛ فكيف بها جميعاً ؟
* * *
المطلب الثاني : فوائد علم المتشابه اللفظي في القرآن
أولاً : أنه دليل على إعجاز القرآن الكريم، ودلالته على ذلك من وجوه :

(١)... انظر : دليل الآيات متشابهة الألفاظ لسراج صالح ملائكة : ص ٨، القواعد الذهبية لحفظ كتاب رب البرية : ص ٦٤. وهذا الإحصاء يبقى تقديرياً لاختلاف الأنظار فيما يعدّ من المتشابه وما لا يعدّ منه ؛ انظر : إعانة الحفاظ لمنيار : ص ٨.


الصفحة التالية
Icon