ثانياً : من أظهر فوائد هذا العلم خدمته لحفّاظ القرآن، ومساعدته لهم في ضبط حفظهم، وصيانته من الخطأ بسبب تشابه الآيات. ويدلّ لهذا ما سبقت الإشارة إليه – في الفصل السابق – من كون هذا الأمر من أهم المقاصد التي تحرّاها المؤلفون في المتشابه اللفظي. كما يدلّ على ذلك أيضاًً توجيه المؤلّفين في قواعد حفظ القرآن بالاستفادة مما كتب حول موضوع الآيات المتشابهات (١).
ثالثاً : من أبرز فوائد علم المتشابه اللفظي في القرآن – وخصوصاً ما يتعلّق بتوجيهه – أنه سلاح ماضٍ في وجوه الطاعنين والمشكّكين في القرآن بسبب وجود ظاهرة التشابه بين آياته، بل التكرار التام لبعض الآيات فيه. فالردّ على هؤلاء من أكبر الفوائد لهذا العلم – كما أشار إليه ابن المنادي في كتابه (( متشابه القرآن العظيم )) (٢) -. ويؤكّد هذا الأمر كونه أيضاً مما قصده المؤلفون في المتشابه اللفظي – كما سبقت الإشارة إليه في الفصل السابق -.
(٢) ص ٢٢٦.