وأوّل من نوّع أو قسّم المتشابه اللفظي – بهذا الاعتبار – أبو الحسين بن المنادي في كتابه " متشابه القرآن العظيم " حيث جعل النوع الأول – في كتابه – والذي أسماه بالنوع الأبوابي ؛ جعله تسعة أقسام، ستة منها هي المعتبرة بنوع الاختلاف، وهي : الاختلاف في التقديم والتأخير، وفي الجمع والتوحيد، وفي أفعال متغايرة الأبدال، وفي الزيادة والنقصان، وفي الإظهار والإدغام، وفي التأنيث والتذكير.
وقد سبقت الإشارة في الكلام على اتجاهات التأليف في المتشابه اللفظي ومناهجها العامة – في المبحث الأخير من الفصل السابق – أنّ ممن بوّب كتابه بحسب نوعية الاختلاف – غير ابن المنادي – كلاّ ًمن : ابن الجوزي في " فنون الأفنان "، والزركشي في "البرهان"، وأن ابن الجوزي لم يذكر سوى ثلاثة منها، هي : إبدال كلمة بكلمة أو حرف بحرف، والزوائد والنواقص، والمقدّم والمؤخّر. في حين تبع الزركشيُّ ابنَ المنادي في الأقسام – الأنواع – التي ذكرها، غير أنه لم يذكر التأنيث والتذكير، وذكر بدلاً عنه التعريف والتنكير، كما جعل بعض ما اعتبره ابن المنادي قسماً واحداً ؛ جعله قسمين.
كما أن ممن أشار إلى شيء من هذه الأنواع الكرماني في مقدمة كتابه " البرهان " – كما سبق نقل كلامه في الاعتبار السابق -.
وقد أشار بعض الباحثين إلى أن مما يلحظ على هذه الأنواع المذكورة أنها ليست جميع صور المتشابه، وأنه يوجد كثير من المتشابهات لا تدخل تحت هذه الصور (١).

(١)... انظر : علوم القرآن بين البرهان والإتقان : ص ١٥٢- ١٥٣، إعانة الحفاظ : ص ١٨٦- ١٨٨.


الصفحة التالية
Icon