التصنيف بهذا الاعتبار هو أول أنواع التصنيف للمتشابه اللفظي ؛ حيث قسّم الكسائي كتابه (( متشابه القرآن )) خمسة عشر باباً، وذلك بحسب عدد المرّات التي تكرّر فيها ورود اللفظ المتشابه في القرآن ؛ ابتداءً من باب ما جاء في القرآن حرف ليس غيره، وانتهاءً بباب ما جاء على عشرين حرفاً، وهي :( ١، ٢، ٣، ٤، ٥، ٦، ٧، ٨، ٩، ١٠، ١١، ١٥، ٢٠ )، وأما البابان الباقيان فهما : باب ابتداء أفراد القرآن، وباب اثنا عشر حرفاً في مصاحف عثمان مخالفة.
وقد تقدّم ذكر من تبع الكسائيَّ على التصنيف العددي – في مبحث اتجاهات التأليف في المتشابه اللفظي في الفصل السابق – وهما اثنان : الزركشي في " البرهان "، وابن أنبوجا في القسم الأول من منظومته " البحر المحيط " الذي يسمى منفرداً " معدودات القرآن ".
وقد تقدمت – أيضاً – الإشارة إلى أن القصور في الإحصاء في تلك المصنفات كان كبيراً ؛ لأن الأنواع – بهذا الاعتبار – أكثر من عدد ألفاظ القرآن، التي أحصتها معاجم ألفاظه.
إلاّ أن النوع الأوّل من أنواع المتشابه اللفظي – بهذا الاعتبار – وهو نوع ( أفراد أو مفردات القرآن ) كما سمّاه بعضهم، أو ( ما في القرآن منه حرف واحد ) كما سمّاه البعض الآخر ؛ مما يمكن إحصاؤه ويستفيد من معرفته حافظ القرآن وغيره ؛ ولذلك فقد أفرده بالتصنيف الشيخ محمد ميرداد في كتابه " إتحاف أهل العرفان بالمنفردات من آي القرآن "، كما جعل محمد المسند المبحث الأول في كتابه " تنبيه الحفاظ " لذكر هذا النوع – في الغالب -، وقد جمع غالب ما ذكره المؤلفون في المتشابه من هذا النوع : محمد منيار في كتابه " إعانة الحفاظ " (١).