بقيت الإشارة - في آخر الكلام على أنواع المتشابه اللفظي باعتبار عدد تكرّره – إلى أن المتكلّمين فيما يسمّى بالإعجاز العددي في القرآن، استفادوا من التنويع بهذا الاعتبار ؛ حيث بنوا على إحصاء عدد تكرر بعض الألفاظ القرآنية بعض النتائج، التي لايزال أكثرها محلّ بحث ونظر وأخذ وعطاء ؛ مما لايمكن معه الجزم بصحة أكثرها، والله أعلم (١).
* * *
المبحث الثالث :
علاقة المتشابه اللفظي بعلوم القرآن
المتشابه اللفظي في القرآن، أحد العلوم التي اصطُلح على تسميتها بعلوم القرآن، وقد عدّه الزركشي في (( البرهان )) : النوع الخامس، كما عدّه السيوطي في (( الإتقان )) : النوع الثاني والستين - من أنواع علوم القرآن التي جمعاها في كتابيهما- (٢).
وأنواع علوم القرآن هذه بينها علائق ووشائج ؛ بحكم أن موضوعها العامّ مُشترك ؛ فلا بدّ أن يكون بينها شيء من التداخل والتأثير المتبادل ؛ بل ذلك شأن العلوم الشرعية عموماً – كما لا يخفى - (٣).
وكما لا يخفى – أيضاً – فإن علاقة علم المتشابه اللفظي بعلوم القرآن الأخرى ؛ ليست على درجة واحدة، ولذلك فإن الكلام في هذا المبحث سيقتصر على إبراز علاقته بالعلوم التي له بها صلة ظاهرة ؛ حيث سيكون في المطالب الخمسة التالية :
المطلب الأول : علاقته بعلم القراءات.
المطلب الثاني : علاقته بإعجاز القرآن.
المطلب الثالث : علاقته بالتفسير.
المطلب الرابع : علاقته بعلم المناسبات.
المطلب الخامس : علاقته بمشكل القرآن.

(١)... انظر مثلاً : كتاب " الإعجاز العددي للقرآن الكريم " لعبد الرزاق نوفل، مقدّمة كتاب المعجم المفهرس للتراكيب المتشابهة لفظاً في القرآن الكريم : ص ٥، ٧، إعجاز القرآن البياني للخالدي : ص ٣٢٨- ٣٣٧.
(٢)... انظر : البرهان : ١/ ٢٠٢، الإتقان : ٢/ ٢٣٢.
(٣)... انظر : أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن : ص ٢١- ٢٧.


الصفحة التالية
Icon