مشكل القرآن يراد به : الآيات القرآنية التي التبس معناها واشتبه على كثير من المفسرين ؛ فلم يعرف المراد منها إلا بالطلب والتأمل (١).
وارتباط "مشكل القرآن " أو ما يسمّى أحياناً بمتشابه القرآن – أي المتشابه المعنوي - ارتباطه بالمتشابه اللفظي كارتباط اللفظ بالمعنى، هذا الارتباط أخذ عدداً من الأوجه، التي منها :
أن التشابه اللفظي بين آيات القرآن أحد أسباب وقوع الإشكال عند القارئ، وذلك من جهتي : ضبط الحفظ، وفهم وجه الحكمة. والجهة الثانية – فهم وجه الحكمة – هي الجهة التي يتعلّق بها المتشابه اللفظي بالمشكل.
وقد أشار إلى ذلك أبو بكر الجصاص – في تفسيره(٢)- حيث قال :" وأما قول من قال : إن المحكم مالم تتكرّر ألفاظه، والمتشابه هو الذي تتكرر ألفاظه، فإن اشتباه هذا من جهة اشتباه وجه الحكمة فيه على السامع ".
كما ألمح إليه الكرماني في قوله :" فإن الأئمة رحمهم الله قد شرعوا في تصنيفه واقتصروا على ذكر الآية ونظيرها، ولم يشتغلوا بذكر وجوهها وعللها والفرق بين الآية ومثلها ؛ وهو المشكل الذي لا يقوم بأعبائه إلاّ من وفقه الله لأدائه " (٣).

(١)... انظر : مشكل القرآن الكريم لعبد الله المنصور : ص ٥٤، وهي رسالة ماجستير في جامعة الإمام غير مطبوعة.
(٢)... أحكام القرآن : ٢/ ٣.
(٣)... البرهان في متشابه القرآن : ص ١١٠.


الصفحة التالية
Icon