مِن أوّلِ مَن عدّد أنواعاً للمتشابه في القرآن أبو الحسين ابن المنادي(١) في كتابه (( متشابه القرآن العظيم )) وذلك في قوله :" إن المتشابه كائن في أشياء : فمنها متشابه إعراب حروف القرآن (٢) ومنها : متشابه غريب القرآن ومعانيه وفي ذلك كتب عن المسمين آنفاً، ومنها : متشابه تأويل القرآن، وفي ذلك كتب عن أهل التأويل، كمجاهد وقتادة وأبي العالية وسعيد بن جبير وعطاء بن يسار وعطية والسدّي وأبي صالح وغيرهم، ومنتهى أكثر ذلك إلى ابن عباس رضي الله عنهما، يدخل في ذلك : متشابه ناسخ القرآن ومنسوخه وتقديمه وتأخيره، وخصوصه وعمومه، وأكثر من سمّينا قبلُ لهم كتب في ذلك، وقد يدخل في ذلك : متشابه النوادر والفرائض والإباحات والتصريح والكنايات، وفي ذلك كتب لعِدّةٍ من الفقهاء. ومنها : متشابه خطوط المصاحف الأول، وحروف كتبت في بعضها على خلاف ما كتبت في البعض الآخر، وفي ذلك كتب لبعض القراء، ومنها : متشابه حروف القرآن المجموعة للإذكار من النسيان، وهو هذا الضرب الذي أجرينا ذكر أصول المتشابه من أجله " (٣).
(٢)... الظاهر أن المراد به : الآيات المشكلة في الإعراب ؛ انظر : إعانة الحفاظ لمحمد منيار : ص ٨٨.
(٣)... متشابه القرآن العظيم لأبي الحسين ابن المنادي : ص ٥٩- ٦٠.