الثاني : متشابه من جهة المعنى فقط، ومثّل له بمعاني المغيَّبات المذكورة في القرآن.
الثالث : متشابه من جهتهما، وجعل تحته خمسة أضرب :
(١) من جهة الكمّية : كالعموم والخصوص.
(٢) من جهة الكيفية : كالوجوب والندب.
(٣) من جهة الزمان : كالناسخ والمنسوخ.
(٤) من جهة المكان والأمور التي نزلت فيها : كمعرفة عادات الجاهلية.
(٥) من جهة الشروط التي يصح بها الفعل ويفسد : كشروط الصلاة والنكاح.
وقد ذكر - هو ومن تبعه على هذا التقسيم - أمثلة لكل نوع من هذه الأنواع ؛ تبينها أكثر (١).
لكن قال الزرقاني(٢)- بعد نقله هذه التقسيمات عن الراغب-: " وهو كلام جيّد، غير أن في بعضه شيئاً " (٣).
* * *
رابعاً : أنواعه من حيث إمكان العلم به :
قسّم الراغب الأصفهاني أيضاً المتشابه – من هذه الحيثيّة – إلى ثلاثة أضرب (٤) :
الأوّل : ما لا سبيل للوقوف عليه ؛ كوقت الساعة ونحوه من المغيبات.
الثاني : ما للإنسان إلى معرفته سبيل ؛ كالألفاظ الغريبة والأحكام الغَلِقة.
الثالث : متردّد بين الأمرين ؛ يجوز أن يختصّ بمعرفة حقيقته بعض الراسخين في العلم ويخفى على مَن دونهم.
(٢)... هو : محمد عبد العظيم الزرقاني، نسبة إلى " زرقان " بلدة تابعة لمحافظة المنوفية في مصر، كان مدرّساً في كلية أصول الدين في الأزهر، توفي عام ١٣٦٧ هـ من أشهر مؤلفاته " مناهل العرفان في علوم القرآن ". انظر : الأعلام للزركلي : ٦/ ٢١٠.
(٣)... مناهل العرفان : ٢/ ٣٠١.
(٤)... مفردات ألفاظ القرآن : ص ٤٤٤- ٤٤٥، وعنه السمين الحلبي في عمدة الحفاظ : ص ٢٦٠، والسيوطي في الإتقان : ١/ ٦٠٠، وانظر: مناهل العرفان للزرقاني : ٢/ ٣٠١، المحكم والمتشابه في القرآن العظيم للدكتور المطرودي : ص ٧٣- ٧٤.