الخامس : ما يستدعيه البحث في هذا الموضوع من مراجعة غالب كتب التخصص – في التفسير وعلوم القرآن - وما يورثه ذلك من مزيد الدربة في التعامل مع تلك المصادر.
كما أن الحاجة في مثل هذه الدراسات التأصيلية إلى كدّ للذّهن، ودقة في الملاحظة، وعمق في النظر والتحليل ؛ مما يعود بالأثر الحسن على تكوين الملكة العلمية والبحثية عند الطالب وتصليبها.
* * *
الدراسات السابقة :
بعد البحث والتنقيب عن الدراسات السابقة في هذا الموضوع، ثم الاطّلاع عليها، وقراءة خططها ومقدماتها، وأخذ تصوّر دقيق عنها، يمكنني تقسيمها ثلاثة أقسام :
الأول : الدراسات المتعلقة بتحقيق ودراسة أحد الكتب الخاصة بالمتشابه اللفظي جمعاً أو توجيهاً، وهذه كلّها ستأتي الإشارة إليها في مبحث (( اتجاهات التأليف في المتشابه ومناهجها العامة )) - في الفصل الثاني من فصول هذه الرسالة -.
والفرق بين هذه الدراسات وبين موضوع رسالتي فرق ظاهر، حيث إن المقصود الأعظم في تلك الدراسات كان منصبّاً على تحقيق تلك الكتب وضبط نصوصها وتحرير ألفاظها. وكذلك الشأن في أقسام (( الدراسة )) فيها ؛ إذ كانت تدورحول دراسة الكتاب الذي هو موضوع التحقيق – من بيان منهجه ومصادره ودراسة حياة مؤلفه وتحقيق نسبة الكتاب إليه ونحو ذلك - أما الكلام على موضوع المتشابه اللفظي ودراسته دراسة نظرية ؛ فقد اقتصرَت من ذلك على الإشارة إلى تعريفه وذكر بعض المؤلفات – في موضوع المتشابه - السابقة للكتاب الذي هو محل الدراسة، وغالباً ما كانت تقتصر على ما ذكره الزركشي والسيوطي من ذلك، وهذا راجع إلى طبيعة تلك الدراسات، وكون هذا الأمر ليس من الأهداف والمقاصد الأساسية بالنسبة إليها.
الثاني : الدراسات المتعلّقة بموضوع المتشابه اللفظي، وهي ثلاث :