الثاني : الالتباس، والخلط، والإشكال.
على أن ابن قتيبة جعل المعنى الثاني- وهو معنى الالتباس والإشكال - ناشئاً عن المعنى الأول وبسببه، فيكون المعنى الأول- وهو التماثل والتساوي- هو الأصل ؛ حيث يقول :" وأصل التشابه : أن يشبه اللفظ اللفظ في الظاهر والمعنيان مختلفان... ومنه يقال : اشتبه عليَّ الأمر: إذا أشبه غيره فلم تكد تفرّق بينهما... ثم قد يقال لكل ما غمض ودقّ : متشابه، وإن لم تقع الحيرة فيه من جهة الشبه لغيره... ومثل المتشابه : المشكل، وسمي مشكلاً : لأنه أشكل، أي : دخل في شكل غيره فأشبهه وشاكله " (١).
أما ابن فارس(٢) فقد أعاد هذه المادة إلى أصل واحد في اللغة، فقال :" الشين والباء والهاء : أصل واحد يدل على تشابه الشيء وتشاكله لوناً ووصفاً، يقال : شِبْه و شَبَه وشبيه. والشَّبَه من الجواهر : الذي يشبه الذهب، والمشَبَّهات من الأمور : المشكلات. واشتبه الأمران : إذا أشكلا " (٣).
بقي – من كلام أهل اللغة حول التشابه – ثلاثة أشياء :
(٢)... هو : أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني، كان نحوياً على طريقة الكوفيين، مات سنة ٣٩٥هـ بالريّ. من أشهر كتبه : مقاييس اللغة، والصاحبي في فقه اللغة. انظر : معجم الأدباء : ٢/ ٦، وفيات الأعيان : ١/ ١٠٠، طبقات المفسرين للداوودي : ص ٤٦.
(٣)... معجم المقاييس في اللغة : ص ٥٤٨ ( شبه ).