الثاني : قال ابن حجر(١) :" قال أبو البقاء(٢) : أصل ( التشابه ) أن يكون بين اثنين، فإذا اجتمعت الأشياء المتشابهة كان كلٌّ منها مشابهاً للآخر ؛ فصح وصفها بأنها متشابهة، وليس المراد أن الآية وحدها متشابهة في نفسها. وحاصله : أنه ليس من شرط صحة الوصف في الجمع ؛ صحة انبساط مفردات الأوصاف على مفردات الموصوف، وإن كان الأصل ذلك " (٣).
الثالث : ذكر بعض المعتنين بالفروق من أهل اللغة (٤) فروقاً بين معاني بعض الكلمات المقاربة للتشابه، والتي فُسّر التشابه بها : كالتماثل، والتساوي، والتشاكل :
فالفرق بين الشِّبْه والشّبيه : أن الأول أعمّ، إذ يستعمل في كلِّ شيء، أما الشبيه : فلا يكاد يستعمل إلاّ في المتجانسين- أي الشيئين من جنس واحد -.
الشِّبه : يقال فيما يشارك في الكيفية فقط.

(١)... هو : أحمد بن علي بن أحمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، ابن حجر، من أئمة العلم وخاصة الحديث، أصله من عسقلان بفلسطين، ومولده ووفاته بالقاهرة، له مصنفات كثيرة جليلة، من أعظمها : فتح الباري بشرح صحيح البخاري، الذي قيل فيه : لا هجرة بعد الفتح. توفي سنة : ٨٥٢ هـ. انظر : شذرات الذهب : ٧/ ٢٧٠، البدر الطالع : ١/ ٨٧.
(٢)... هو : عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري البغدادي، أبو البقاء، محب الدين، عالم بالأدب واللغة والفرائض والحساب، أصله من ( عكبرا ) بليدة على دجلة، مولده ووفاته ببغداد، توفي سنة : ٦١٦ هـ. انظر : شذرات الذهب : ٥/ ٦٧، الأعلام للزركلي : ٤/ ٨٠.
(٣)... فتح الباري لابن حجر : ٨ / ٢١٠. وانظر : إملاء ما منّ به الرحمن لأبي البقاء العكبري : ص ١٢٤.
(٤)... انظر : الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري : ١٧٢، ١٧٤، مفردات ألفاظ القرآن : ص ٧٥٩، عمدة الحفّاظ للسمين الحلبي : ص ٥٣٤، الكليات للكفوي : ص ٨٤٣، شرح الواسطية لابن عثيمين : ١/ ١١١- ١١٢.


الصفحة التالية
Icon