( ج ) يعتبر أبو عبد الله الزركشي من أوّل من وضع تعريفاً للمتشابه اللفظي- بحسب تتبّع الدكتور حازم حيدر(١)– ولذلك فقد تناقل تعريفه كلُّ من جاء بعده -كما سبقت الإشارة إلى شيء من ذلك عند ذكر التعريف-. وهذا النقل كان دون مناقشة أحياناً، ومعها أحياناً أخرى، ومعها مع الإجابة عليها ثالثة.
وتلك المناقشة الموردة على التعريف هي : كونه قَصَرَ المتشابه اللفظي فيما ورد في القصص مع أنه غير منحصر فيه ؛ وأجيب : بأن مراد الزركشي بالقصة الواحدة : الموضوع الواحد ؛ سواء كان في قِصَّة أو غيرها ؛ بدليل قوله بعد التعريف :" ويكثر في إيراد القصص والأنباء " (٢) فهو صريح في عدم حصره في ذلك (٣).
ولكن يبقى- مع هذه الإجابة أيضاً- أن قَصْرَ المتشابه اللفظي على ما ورد في الموضوع الواحد وهو غير منحصر فيه(٤) ؛ يجعل التعريف لا يزال غير جامع.
(٢)... البرهان للزركشي : ١/ ٢٠٧.
(٣)... انظر في المناقشة والإجابة عليها : متشابه القرآن دراسة موضوعية للدكتور: عدنان زرزور: ص ٨- ٩، ابن جزي ومنهجه في التفسير لعلي الزبيري : ٢/ ٨٠٢، درة التنزيل للإسكافي : ت : محمد آيدين : قسم الدراسة: ١/ ٥٤- ٥٦، مقدمة شرح هداية المرتاب للسخاوي بشرح : عبد القادر الحسني : ص ١٧، إعانة الحفاظ لمحمد منيار : ص ٩٣.
(٤)... انظر : أنواع التصنيف المتعلّقة بتفسير القرآن للدكتور : مساعد الطيار : ص ١١٤- ١١٥.