قوله :( أو مع إبدال ) ويريد به : ما تكرر مع تغيير اللفظ أو السياق. ولو جعلها ( أو مع تغيير - أو مع اختلاف ) لكان أشمل ؛ لأن الإبدال صورة من صور التغيير أو الاختلاف الحاصلة لِلَّفْظ أو السياق، ولا تشمل الصور الأخرى التي عدّدها بل هي إحداها. فالتقديم والتأخير الحاصل للسياق-مثلاً- هو تغيير أو اختلاف، وليس هو إبدالاً. وكذلك لو استبدل بكلمة
( السياق ) في قوله ( مع تغيير اللفظ أو السياق ) كلمة ( التراكيب ) (١) لكان أدقّ في مقابلتها باللّفظ، ولما تقّدم في الملحوظة الأولى أيضاً.
وبعد : فلا بدّ لي- بعد عرض التعاريف السابقة – من الوصول إلى تعريفٍ سالمٍ من الاعتراضات أو المناقشات الواردة على ما قبله ؛ فأقول :
المتشابه اللفظي ( اصطلاحاً ) هو : الآيات المتماثلة لفظاً باتفاقٍ أو مع اختلاف.
فالآيات : يخرج ماعدا آيات القرآن- كما هو ظاهر-. ولفظ الآيات يشمل التماثل الواقع بالآية الكاملة أو بجزء الآية ؛ لأن الآية تطلق على الآية الكاملة وعلى بعض الآية (٢).
المتماثلة : أي المتشابهة. وآثرت التعبير بالتماثل عن التعبير بالتشابه أو التكرار ؛ لعدم الوقوع في الدّور (٣) في الأول، وللقول بالفرق بين التشابه والتكرار في الثاني. وكذلك فإن التماثل هو المعنى اللغوي للتشابه – كما تقدّم -. ولفظ التماثل : يخرج المتشابه المعنوي- المقابل للمحكم- لأنّ تشابهه ناشئ من الالتباس، وليس من التماثل.
(٢)... انظر : مناهل العرفان للزرقاني : ١/ ٣٤٢.
(٣)... الدَّور : هو توقف العلم بكلٍّ من المعلومين على العلم بالآخر. وهو قريب من تعريف الشيء بنفسه. انظر : التعريفات للجرجاني : ص ١٤٠، الكليات للكفوي : ص ٤٤٧.