وربما يصحّ أن يُنظّر لهذا بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية (١) في (( مقدّمة التفسير ))(٢)عن اختلاف السلف في التفسير وأنواعه :

" ومن الأقوال الموجودة عنهم، ويجعلها بعض الناس اختلافاٌ ؛ أن يعبّروا عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جدّاً ؛ فإن مجموع عباراتهم أدلّ على المقصود من عبارة أو عبارتين ".
الثاني : حيث إن هذه الإطلاقات والألقاب قد جُمعت من كلام المؤلفين في المتشابه اللفظي أو المتحدّثين عنه في مؤلفاتهم ؛ فإن المطّلع على تلك الكتب سيستفيد من هذا الرصد في فهم المراد من هذه الإطلاقات، فلا يقع عنده اضطراب أو حيرة بسبب اختلافها أو تداخلها مع مصطلحات أخرى. وكذلك فإنه حين البحث عن كتب المتشابه اللفظي أو الأبحاث المتعلقة به ؛ فسيكون له خيارات أكثر بسبب معرفته بجميع هذه الإطلاقات.
أما تلك الإطلاقات أو الأسماء أو الأوصاف أو الألقاب المرصودة فهي كما يلي :
" المتشابه اللفظ " وقد سماه بذلك ابن الزبير الغرناطي في عنوان كتابه (( ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل ))(٣).
(١)... هو : أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحرّاني ثم الدمشقي، الحنبلي، الإمام المجتهد، تقي الدين، أبو العباس، شهرته تغني عن الإطناب في ذكره، والإسهاب في أمره. ولد سنة ٦٦١ بحرّان، وتوفي معتقلاً بقلعة الشام سنة ٧٢٨ هـ. انظر : طبقات المفسّرين للداوودي : ص ٣٧، الدرر الكامنة : ١/ ١٥٤، شذرات الذهب : ٦/ ٨١.
(٢)... انظر : مقدمة في أصول التفسير : ص ٥١، مجموع الفتاوى : ١٣/ ٣٤١- ٣٤٣.
(٣)... انظر : ملاك التأويل : ت : د. سعيد الفلاّح : قسم الدراسة : ١/ ٩٦- ٩٧.


الصفحة التالية
Icon