قبل ذكر الفروق بين المصطلحين ؛ لابد من ذكر تعريف كلٍّ منهما. وحيث قد سبق القول في تعريف المتشابه اللفظي- في المبحث السابق- فقد بقي تعريف المشترك في الاصطلاح ؛ حيث عرّفه كلٌّ من اللغويين- في فقه اللغة- والأصوليين- في دلالات الألفاظ- (١) على خلاف في وقوعه في اللغة، وفي كثير من قضاياه ؛ مما جعل تلك الخلافات لها أثر في تعدّد تعاريفه واختلافها بناء على ذلك.
لكنّي آثرت ذكر التعريف الذي ذكره السيوطي في (( المزهر في اللغة وعلومها )) (٢) لأنه نقله عن أهل الأصول ؛ حيث قال :
" وقد حدّه أهل الأصول بأنه : اللفظ الواحد الدّال على معنيين مختلفين فأكثر، دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة " (٣).
ومن أشهر أمثلته : لفظ ( العين ) حيث يطلق على معانٍ عديدة – كالعين الباصرة، وعين الماء، والجاسوس، وعين الحاسد، وغيرها – وقد ذكر كثيراً منها السيوطي في كتابه المذكور، كما ذكر غيرَه من الألفاظ التي يُمَثَّلُ بها للمشترك (٤).
أما الفروق التي يمكن ذكرها بين المتشابه اللفظي والمشترك ؛ فقد بدا لي منها ثمانية :

(١)... انظر : الاشتراك اللفظي في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق لمحمد نور الدين المنجد : ص ٢٣ وما بعدها.
(٢)... ١ / ٣٦٩.
(٣)... انظر أيضاً في التعريف : التعريفات للجرجاني : ص ٢٧٤، شرح الكوكب المنير للفتوحي : ١/ ١٣٧، الكليات للكفوي : ١١٨، ٨٤٦، المعجم الوسيط : ١/ ٤٨٠، القاموس المبين في اصطلاحات الأصوليين للدكتور محمود حامد عثمان : ص ٢٧١، المشترك اللفظي في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق لمحمد نور الدين المنجد : ص ٨٧- ٩٠.
(٤)... المزهر للسيوطي : ١/ ٣٧٠- ٣٨٤.


الصفحة التالية
Icon