أن المتشابه اللفظي واقع في علاقة الألفاظ بعضها ببعض، أما المشترك فهو في علاقة الألفاظ بالمعاني ؛ كما قال ابن فارس :" باب الأسماء كيف تقع على المسميات ؟ يسمى الشيئان المختلفان بالاسمين المختلفين، وذلك أكثر الكلام؛ كرجل وفرس. وتسمى الأشياء الكثيرة بالاسم الواحد ؛ نحو : عين الماء، وعين المال، وعين السحاب. ويسمّى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة ؛ نحو: السيف والمهند والحسام " (١). قال السيوطي :" والقسم الثاني مما ذكره هو المشترك " (٢).
أن المتشابه اللفظي يكون بين الألفاظ المفردة كما يكون بين التراكيب، بخلاف المشترك إذ لا يكون إلاّ في الألفاظ المفردة دون التراكيب (٣).
أن المتشابه اللفظي لا يشترط فيه اختلاف المعنى بين اللفظين المتشابهين، بخلاف اللفظ المشترك الذي لابد أن يكون دالاًّ على معنيين مختلفين فأكثر، وإلاّ لم يصح تسميته مشتركاً.
أن المتشابه اللفظي لا يكون إلاّ بين لفظين فأكثر ؛ فلا يسمى اللفظ متشابهاً لفظيّاً إلا إذا كان يشبه لفظاً آخر. أما اللفظ المشترك فهو لفظ واحد ؛ لكن التعدّد في معانيه.
من حيث الضدّ : فالمتشابه اللفظي ضدّه : المتباين أو المختلف اللفظي. أما المشترك فضدّه : المترادف- وهو الألفاظ المختلفة الدالة على معنى واحد(٤)- ويدلّ عليه تقسيم ابن فارس السابق للأسماء كيف تقع على المسمّيات ؟.

(١)... الصاحبي في فقه اللغة : ص ٥٩.
(٢)... المزهر : ١/ ٣٦٩.
(٣)... انظر : الاشتراك اللفظي في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق لمحمد نور الدين المنجد : ص ٢٩- ٣٠.
(٤)... انظر : المبحث السابق ( الثاني ).


الصفحة التالية
Icon