- سادساً : ما حكاه الزركشي في (( البرهان )) (١) في توجيه التكرار الذي في سورة الكافرون، قال :" يُحكى أن بعض الزنادقة سأل الحسن بن علي (٢)– رضي الله عنهما – عن هذه الآية، فقال : إني أجد في القرآن تكراراً وذكر له ذلك، فأجابه الحسن بما حاصله: إن الكفار قالوا : نعبد إلهك شهراً وتعبد آلهتنا شهراً. فجاء النفي متوجّهاً إلى ذلك".
هذا وإن مما يُظهر عناية المصنفين في المتشابه اللفظي ببيان أصالة هذا العلم عند السلف ما صنعه أبو الحسين بن المنادي في إفراده ما يشبه الفصل في كتابه (( متشابه القرآن العظيم))(٣) لتقرير هذا الأمر.
حيث قال – أي : ابن المنادي - :" فإن قيل : هل شيء تمثل به هذا المتشابه الذي نرى موسى الفرا ابتكره من فعل الصدر أو التابعين ؟ قيل : نعم بأشياء منها..." (٤) ثم ساق عدداً من الآثار التي سبق نقلها عنه – في الصفحات السابقة من هذا المطلب -.
* * *
المطلب الثاني : أول من ألف في المتشابه اللفظي
أشهر ما قيل في هذا : ما قاله السيوطي في (( الإتقان )) (٥) :" أفرده في التصنيف خلق، أولهم – فيما أحسب – الكسائي ".
ولكن يشكل على هذا الحسبان من السيوطي أمران :
(٢)... هو : الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، سبط رسول الله - ﷺ - وريحانته، وقد صحبه وحفظ عنه، مات شهيداً بالسمّ سنة ٤٩هـ، وهو ابن ٤٧ سنة. انظر : الإصابة : ١/ ٣٢٧، تقريب التهذيب : ١/ ٢٠٦.
(٣)... ص : ٦٣- ٦٦.
(٤)... متشابه القرآن العظيم : ص ٦٣.
(٥)... ٢/ ٢٣٢.