ثالثاً : احتياجي في عددٍ من المباحث، وخصوصاً المتعلّقة بقواعد توجيه المتشابه إلى التعامل مع مصادرَ من علوم ٍأخرى، ولا سيما مصادر (( علوم البلاغة ))، مع ما يتطلّبه ذلك من اشتراط المعرفة غير القليلة بتلك العلوم، وبمصادرها، وبكيفيّة التعامل الصحيح معها.
هذا كلّه مع قلّة البضاعة، وضعف الآلة، وحداثة التجربة، وسَعَة الميدان، وقدكان الله ربي وحده هو المستعان.
* * *
وبعد : فإني في ختام هذه المقدّمة لايسعني إلا التوجّه بالحمد والثناء إلى الربّ الرحيم الرحمن، الذي أحاطني برعايته، وأفاض عليّ من واسع فضله ورحمته، ولم يزل لي هادياً وموفقاً، فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
ثم أثنّي- بعد شكر الله تعالى- بشكر شيخي الأستاذ الدكتور : سليمان بن إبراهيم اللاحم - المشرف على الرسالة - والذي قرأهاحرفاً حرفاً، ولم يألُ جهداً في التعليق والتصويب والتوجيه ؛ دون استبدادٍ برأيه، أو استعلاءٍ بوجهة نظره ؛ فأجزل الله مثوبته يوم أن عامل تلميذه معاملة الزميل له.
ثم الشكر موصولٌ للقائمين على هذه الجامعة المباركة – جامعة الإمام – ممثَّلين بقسم القرآن وعلومه - بكلية أصول الدين، على إتاحة الفرصة لي بمواصلة الدراسة وتقديم البحوث والرسائل العلميّة.
أما الإخوة الذين لا يسع المقام تعدادهم، ممن كان لكلّ منهم يدٌ في إتمام هذه البحث ؛ فإني لا أملك لهم جميعاً سوى الدعاء لهم أن يجزيهم الله على إحسانهم، وأن يغفر لي ولهم، ولوالدينا، ولجميع المسلمين، وأن يبلّغنا – فيما يرضيه – آمالنا، وأن يختم لنا بخير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
* * *
المبحث الأول :
أنواع التشابه الوارد في القرآن