- الثالث : ملاحظة ظاهرة " المتشابه اللفظي " في القرآن، وما فيها من أسرار تستدعي البحث فيها والكشف عنها ؛ كلُّ ذلك أوجد رغبة عند المؤلّفين والباحثين للتأليف فيه ودراسته – وخصوصاً فيما يتعلّق بتوجيهه وتعليله -.
من ذلك ما قاله الخطيب الإسكافي – في مقدمته (١) - :" أني مذ خصّني الله تعالى بإكرامه وعنايته، وشرّفني بإقراء كلامه ودراسته، تدعوني دواعٍ قويّة، يتبعها نظر ورويّة، في الآيات المتكرّرة، بالكلمات المتّفقة والمختلفة، وحروفها المتشابهة المتعلّقة والمنحرفة ؛ تطلّباً لعلامات ترفع لبس إشكالها، وتخصّ الكلمة بآيتها دون أشكالها ".
ومن المعاصرين الدكتور: محمد الصامل ؛ حيث يقول في مقدّمة كتابه (( من بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم )) (٢) :" وإن من أعظم مظاهر إعجازه البياني ذلك التشابه العجيب بين كثير من آياته...
وقد رأيت أن الوقوف عند هذه الظاهرة وبيان سرّ الاختلاف بين الآيات المتشابهة لفظياً، ومحاولة تعليل ذلك بلاغياً.. من أهم غايات البلاغة العربية. وإن هذا التشابه، وعلا قة كل صيغة بالمقام الذي وردت به لهو من أعظم الأدلة على إعجاز القرآن.
لذلك شرعت في القراءة حول هذا الموضوع، وجمعت شيئاً من مادته.. ".
- الرابع : أهمية موضوع هذا العلم – علم المتشابه اللفظي في القرآن وتوجيهه – على ما سيأتي تفصيله في مبحث لاحق في هذه الرسالة – بإذن الله - (٣).
(٢)... ص : ٥- ٦.
(٣)... انظر : المبحث الأول من الفصل التالي ( الثالث ).