لكن مما يدلّ على أن أهمية هذا العلم ومكانته كانت دافعاً للتأليف فيه ؛ ما ذكره ابن الزبير الغرناطي – في مقدمته(١) - :" وإن مما حرّك إلى هذا الغرض.. أنه باب لم يقرعه ممن تقدّم وسلف، وممن حذا حذوهم ممن أتى بعدهم وخلف، أحد فيما علمته على توالي الأعصار والمدد، وترادف أيام الأبد، مع عظيم موقعه، وجليل منزعه، ومكانته في الدين، وفتّه أعضاد ذوي الشك والارتياب من الطاعنين والملحدين ".
ويدخل في ذلك : كون التأليف فيه يبرز وجهاً من أوجه الإعجاز البلاغي ( البياني ) للقرآن ؛ كما سيأتي في مقاصد التأليف – في المطلب التالي -.
- الخامس : أن في التأليف فيه عوناً على الرد على الملاحدة الذين يطعنون في القرآن. كما قال ابن المنادي :" وفي تأليفه مع ما وصفنا... توطئة للراد منا على الراد من الملحدين – جهلاً – فضل حكمة تأليف القرآن " (٢).
وكذلك قول الخطيب الإسكافي – عن كتابه في مقدمته(٣) - :" وصار لمبهم المتشابه وتكرار المتكرّر تبياناً، ولطعن الجاحدين رداً، ولمسلك الملحدين سدّاً ".
- السادس : من الأسباب الخاصة ببعض المؤلفين في المتشابه اللفظي ؛ أن يكون تأليفهم تحقيقاً لطلب ممن سمع من المؤلّف كلاماً في توجيه المتشابه وذكْر أسراره.
(٢)... متشابه القرآن العظيم : ص ٢٢٦.
(٣)... درة التنزيل : ١/ ٢١٨- ٢١٩. وانظر منه : ١/ ١٣٧- ١٣٨. وانظر أيضاً : البرهان للكرماني : مقدمة المحقق : ص ٦٤- ٦٥.