وقد وقفت على اثنين من المؤلفين ذكروا ذلك سبباً لتأليفهم، الأول : هو بدر الدين ابن جماعة – في مقدمة كتابه " كشف المعاني " (١) – حيث يقول :" واتفق إلقاء دروس في التفسير في المدارس، وما يظهر في بحوثها من النفائس، وربما لهج بعض فضلاء الحاضرين بمسائل حسنة غريبة، وسأل عن مناسبات ألفاظها لمعانيها العجيبة، مما لم يذكر بعضه أو أكثره في كتب التفسير المشهورة، ولا ألمّت به في أسفارها المسطورة.. فتُحلُّ تلك الأسولة(٢) بما يفتح الله به إما منقول أو غير منقول ".
أما الآخر فهو الدكتور: محمد الصامل ؛ حيث قال :" ثم أعدت النظر فيما أذيع، فأعددته على هيئة بحث علمي، محققاً رغبة الإخوة الأفاضل الذين غمروني بآرائهم السديدة، وشجعوني على نشر كلِّ ما أذيع منها، تحقيقاً لمزيد من الفائدة " (٣).
- السابع : من الأسباب الخاصة ببعض المؤلفين – أيضاً – كون تأليفهم لكتبهم في المتشابه كان مما حداهم إليه رؤيتهم لكتاب سابق فيه، أو لأنه قد سُبق إلى التأليف فيه ؛ ولولا ذلك لانصرف عنه.
فالأول : هو ابن الزبير الغرناطي في قوله :" إلى أن ورد عليّ كتاب لبعض المعتنين من جلّة المشارقة – نفعه الله – سمّاه بكتاب (( درة التنزيل وغرة التأويل )) قرع به مغلق هذا الباب.. وحُقّ لنا به – لإحسانه – أن نقتدي ونستنّ " (٤).
أما الثاني فهو : ابن المنادي في قوله :" ولولا أن لبعض قدمائنا فيه تخريجاً ممن أسميناهم في أوائل كتابنا هذا، من أجل حاجة فريق من الناس إليه، لصرفنا عنايتنا به إلى غيره "(٥).
* * *
المطلب الثاني : مقاصد التأليف في المتشابه اللفظي

(١)... ص : ٧٩- ٨٠.
(٢)... أي : الأسئلة، وهي جمع "سول " بمعنى سؤال. انظر : لسان العرب : ١١/ ٣٥٠ ( سأل ).
(٣)... من بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم : ص ٦.
(٤)... ملاك التأويل : ١/ ١٤٦.
(٥)... متشابه القرآن العظيم : ص ١٦١.


الصفحة التالية
Icon