كثير من الأسباب التي كانت وراء تأليف أصحابها في المتشابه اللفظي مبِينة عن المقاصد التي أرادوها من تأليفهم ذاك.
وعليه : فربما كان هنالك نوع تكرار وتداخل بين بعض الأسباب المتقدّم ذكرها مع ما سيذكر هنا من المقاصد – وهو ما أشرت إلى سبب حصوله في مطلع هذا المبحث -.
أما مقاصد المؤلّفين في المتشابه اللفظي فيمكن تعدادها في الأشياء التالية :
- الأول : من أكثر ما قصده المؤلفون في المتشابه اللفظي جمعاً وتوجيهاً إعانة حفظة القرآن وخدمتهم بعملٍ يسهّل عليهم ضبط متشابهات القرآن، وعدم الخطأ في الحفظ بسببها ؛ إما عن طريق مجرّد الجمع لتلك المتشابهات في مكان واحد – كما هو عمل المؤلفين الأوائل من القراء – وفي ذلك يقول ابن المنادي :" فاستحبوا أن يجمعوا من حروف متشابه القرآن ما إذا حُفظ مَنَع من الغلط " (١).
أو عن طريق إضافة بعض الأعمال المكمّلة لذلك ؛ كوضع الجداول أو الخطوط أو الألوان أو المقارنات، أو استنتاج بعض الروابط والضوابط المعيْنة على ذلك – كما هو عمل أكثر المعاصرين من المؤلفين في المتشابه اللفظي بل قد صرّحوا بأن ذلك هو هدفهم ومقصدهم من التأليف(٢)، أو وضعها في منظومة يسهل حفظها على الطلاب الحافظين للقرآن (٣).
(٢)... كما هو ظاهر من عناوين أكثر تلك الكتب ؛ مثل : الإيقاظ لتذكير الحفاظ بالآيات المتشابهة في الألفاظ لجمال ابن عبد الرحمن إسماعيل، وتنبيه الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ للمسند، و عون الرحمن في حفظ القرآن لأبي ذر القلَموني، وغيرها، وينظر : إعانة الحفاظ لمحمد منيار : ص ١١٥ وما بعدها.
(٣)... كما في منظومة السخاوي التي أسماها " هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب " وهو اسم مفْصح عن مقصده من نظمها.