وكذلك الأمر بالنسبة للمؤلفين في توجيه وتعليل المتشابه اللفظي ؛ فإن هذا المقصد لم يكن بعيداً عن أذهانهم ؛ بل كان من المقاصد المعتبرة التي أشاروا إليها في مقدّماتهم ؛ كما في قول الخطيب الإسكافي – في مقدمته(١) – :".. تطلُّباً لعلامات ترفع لبس إشكالها، وتخصّ الكلمة بآيتها دون أشكالها "، كما يدلُّ على ذلك – أيضاً – كلام الكرماني الذي سبق ذكره في السبب الأول من أسباب التأليف – في المطلب السابق -.
- الثاني : ومن المقاصد المعتبرة أيضاً عند المؤلّفين في المتشابه اللفظي الردّ على الملحدين والطاعنين في القرآن بسبب ما فيه من هذا التشابه والتكرار الذي قد تخفى حكمته على آحاد الناس.
ومما يوضح ذلك بجلاء كون ابن الزبير الغرناطي جعل التصريح بهذا المقصد جزءاً من عنوان كتابه ؛ حيث سمّاه (( ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل بتوجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل )) (٢).
كما يدلّ عليه أيضاً ما سبق – في الأسباب – من نقل كلام كلٍّ من ابن المنادي والخطيب الإسكافي، وهو كلام صريح في ذلك (٣).
- الثالث : الإجابة عن بعض الإشكالات، وحلّ بعض الأسئلة، التي وردت على المؤلّف أو ما يماثلها من مسائل المتشابه اللفظي في القرآن.
(٢)... ملاك التأويل : ١/ ١٤٨، وانظر منه : ١/ ١١٢، ١٣٧- ١٣٨، ٢٤٢.
(٣)... انظر أيضاً : البرهان للكرماني : مقدمة المحقق : ص ٦٤، المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وأسراره البلاغية للدكتور: الشثري : ص ٢.