وفي ذلك يقول ابن جماعة :" واتفق إلقاء دروس في التفسير في المدارس، وما يظهر في بحوثها من النفائس، وربما لهج بعض فضلاء الحاضرين بمسائل حسنة غريبة، وسأل عن مناسبات ألفاظها لمعانيها العجيبة، مما لم يذكر بعضه أو أكثره في كتب التفسير المشهورة، ولا ألمّت به في أسفارها المسطورة.. فتُحلُّ تلك الأسولة(١) بما يفتح الله به إما منقول أو غير منقول، وقد استخرت الله تعالى في ذكر أجوبة ما على الخاطر منه باختصار.." (٢).
- الرابع : الجمع والاختصار والترتيب لمسائل هذا العلم في كتاب سهل الأسلوب قريب التناول، كما في قول ابن المنادي :" فأجمع - حين أشرفت على ذلك – فيه الرأي، أن أخلط بعض كتبهم ببعض، وأستلّ منها لبابها، فأقسمه تسعة أقسام ؛ مزدوجة وغير مزدوجة، ذاك [ هكذا ] أبواب لم نحذف منها شيئاً سوى نقلها من أماكنها، وهيئتها في ترتيبها، وبيان ما وجب تبيينه احتياطاً منا لمتناوليه، ورائمي حفظه والنظر فيه " (٣).
وكذلك قول أبي يحيى الأنصاري – في مقدمة كتابه (٤) - :" فهذا مختصر في ذكر آيات القرآن المتشابهات.. جمعته من كلام العلماء المحقّقين.. ".
- الخامس : الشرح والبيان والتوضيح. وأظهر الأمثلة على هذا المقصد الشروح التي وضعت على منظومة السخاوي (( هداية المرتاب )) التي كان بعضها باسم " الشرح " وبعضها باسم " التوضيح " وبعضها باسم " التسهيل " ونحو ذلك (٥).

(١)... أي : الأسئلة، وهي جمع "سول " بمعنى سؤال. انظر : السبب السادس من المطلب السابق في هذا المبحث.
(٢)... كشف المعاني : ص ٧٩- ٨٠.
(٣)... متشابه القرآن العظيم : ص ٦٢- ٦٣. وانظر أيضاً : دليل المتشابهات اللفظية في القرآن : ص ٦- ٧.
(٤)... فتح الرحمن : ص ١٣٧- ١٣٨.
(٥)... انظرها في : المبحث التالي ( الثالث ) من هذا الفصل ( الثاني ).


الصفحة التالية
Icon