قال صاحب التنوير: (الغيب) اللوح المحفوظ المثبت فيه الغيوب
وقال ابن كثير: أي لا يعلم من أهل السماوات والأرض الغيب إلا الله
أقول: إذن معنى (يكتبون) يعلمون
٢ _ معنى الإرادة:
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة: ٥١)
قال ابن كثير: أي نحن تحت مشيئته وقدره
أقول: إذن (ما كتب الله لنا ) بمعنى ما شاء الله لنا وأراد، علماً بأن مشيئة الله قديمة كما أن علمه قديم
٣ _ معنى القوة و القدرة
(قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي)(النمل: من الآية٤٠)
قال النسفي : ملك بيده كتاب المقادير أرسله الله تعالى عند قول العفريت، آو جبريل عليه السلام والكتاب على هذا هو اللوح المحفوظ، آو الخضر، آو آصف بن برخيا كاتب سليمان وهو الأصح وعليه الجمهور وكان عنده اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وهو يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
أقول : إن سليمان عليه السلام آتاه الله من الملك ما لا ينبغي لأحد من بعده ولغرض هذا الملك سخر له بعض القوى كقوة الرياح وقوة الجن والعفاريت فأن القوة عماد الملك، لذلك فالأقرب أن يكون لفظ العلم هنا بمعنى القوة وبهذا المعنى جاء قوله تعالى (قال إنما اوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد اهلك من قبله من هو اشد منه قوة وأكثر جمعاً ) ( القصص/٧٨). إن العلم هنا بمعنى القوة بقرينة قوله بعد ذلك ( من هو اشد منه قوة ).


الصفحة التالية
Icon