وعلى ذلك يكون معنى قوله تعالى ( الذي عنده علم) الذي عنده قوة وقدرة أما معنى الكتاب هنا فهو قدرة الله عز وجل ويكون معنى ( عنده علم من الكتاب ) عنده قدرة من قدرة الله سواء كان جبريل عليه السلام آو ملكاً آخر أو أي مخلوق فان الله يودع من قدرته لدى من يشاء من خلقه )
٤ _معنى العمل
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام: ٣٨)
الكتاب هنا بمعنى العمل وبالتحديد خلق المخلوقات فقوله تعالى (ما فرطنا في الكتاب ) يعني ما قصّرنا في خلق المخلوقات بقرينة سياق الكلام وارتباطه بما قبله وبعده (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً)(النساء: من الآية١٠٣)
قال السيوطي :( كتاباً ) مكتوباً أي مفروضا.
أقول : إن فرضية الصلاة معروفة من نصوص أخرى وان قوله تعالى(كتاباً ) يعني عملاً أما قوله (موقوتاً) فهو صفة للكتاب، فيكون المعنى عملاً موقوتا.
٥ _ معنى نظام المخلوقات
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) (التوبة: من الآية٣٦)
قال صاحب التنوير : العدة مصدر بمعنى العدد أي عدد الشهور التي تتعلق بها الأحكام الشرعية وهي الشهور العربية القمرية.
أقول: إن عدد الأشهر يتحدد بحسب حركة الأجرام السماوية وسرعتها أي بحسب نظام هذه المخلوقات وهذا النظام حادث وليس بقديم وحدوثه كان يوم خلق الله السماوات والأرض، فالآية تخبر أن عدد الأشهر القمرية هو نفسه يوم خلق الله هذه الأجرام.
فقوله (في كتاب الله) أي في نظام مخلوقاته. وهو نظام محدث وليس بقديم.
٦ _ معنى نظام التشريع أي الرسالة السماوية.