فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ)(الصافات: ٣١)
قال السيوطي: وجب علينا قول ربنا بالعذاب وقال النسفي : ذائقون لعذابه لا محالة.
أقول : الأقرب أن نقول وجب علينا جزاء ربنا أي عذابه.
الفصل الخامس: في معنى الذكر
أولا: معاني الذكر في اللغة
١ _ الذكر بمعنى الثناء
(فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً)(البقرة: من الآية٢٠٠)
قال السيوطي : فاذكروا الله بالتكبير والثناء
٢ _ الذكر بمعنى الصيت والشرف
(وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)(الشرح: ٤)
قال السيوطي : بان تذكر مع ذكري في الأذان والإقامة والتشهد والخطبة وغيرها.
٣ _ الذكر بمعنى بمعنى التنبه
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)(القمر: ١٧)
قال ابن كثير : سهلنا لفظه ويسرنا معناه
أقول: إن المعنى إذن سهلناه للفهم والتنبه
ثانياً : المعاني السبعة في القرآن
١ _ الذكر بمعنى العلم
(إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ)(يّس: من الآية١١)
قال السيوطي: (إنما تنذر) ينفع إنذارك (من اتبع الذكر) القرآن.
أقول: إن إنذار الكافر قد ينفع و لكن بشرط أن يتبع العلم لا الهوى، فالذكر هنا بمعنى العلم كذلك قوله تعالى
(أَوَلا يَذْكُرُ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً)(مريم: ٦٧) فأن المعنى (أولا يعلم) أنّا خلقناه بخلق الإنسان الأول و لم يكن هو يومئذ شيئا.
٢ _ معنى الإرادة
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ) (الحديد: من الآية١٦)
قال صاحب التنوير: أي تطمئن به و يسارعوا إلى طاعته بالامتثال لأوامره و الانتهاء عما نهوا عنه


الصفحة التالية
Icon