عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً)(الجن: ٢٦-٢٨)
قال النسفي: أي ليعلم ذلك موجوداً كما كان يعلم ذلك قبل وجوده انه يوجد.
أقول: إن الغيب هنا بمعنى اللوح المحفوظ و هو مصدر الرسالات السماوية، و الرسول هنا جبريل عليه السلام فقوله تعالى في الآية ( ليعلم ) أي ليحقق تبليغ الرسالة و هو من معاني العمل.
٥_ معنى نظام المخلوقات
(فَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ* قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)(الزمر: ٤٩-٥٠)
قال السيوطي: على علم من الله باني له أهل
أقول: المعنى انه على جدارة و أهلية للكسب و لهذا قال بعدها ( بل هي فتنة) بمعنى أنها عطية من الله ابتلاءً و اختباراً لعباده فلا ينبغي تفسير كل شيء بالسببية و قوانين المجتمع فان وراء ذلك مشيئة ربانية مطلقة متصرفة فالعلم هنا بمعنى نظام المخلوقات
٦_ معنى نظام التشريع / الرسالة السماوية
(وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(البقرة: من الآية٢٨٢)
قال النسفي: ( و يعلمكم الله ) شرائع دينه
أقول: و الأولى أن نقول و يشرع لكم الله فالتعليم هنا بمعنى التشريع
(ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ )(الاحقاف: من الآية٤)
قال النسفي: ( من قبل هذا ) القرآن


الصفحة التالية
Icon