لقد استطعت أن احدد هذه المعاني السبعة ثم دونتها في هذا الكتاب بحسب التسلسل المنطقي وأوردت عليها مثلا أو أكثر من القرآن. أما المعنى الأول من المعاني السبعة فهو معنى العلم، فأن كل عمل يبدأ بالعلم، والعلم هو الشرط الأول فيه. وأما المعنى الثاني فهو الإرادة. وقد وضعت الإرادة بعد العلم لأن الإرادة والاختيار لا يكون إلا بعد العلم. أما المعنى الثالث فهو القوة وذلك لأن العلم والإرادة لا يكفيان لإنجاز أي عمل ما لم تتوفر القوة والقدرة، وبعد توفر هذه الشروط الثلاثة يمكن حصول العمل. لهذا كان العمل هو المعنى الرابع وذلك لأن أي عمل لابد له من أسباب ومقدمات وهي العلم والإرادة والقوة فهذه المعاني الثلاثة من لوازم أي عمل ولهذا كان العمل هو المعنى الرابع في التسلسل المنطقي أما المعنى الخامس والمعنى السادس فهو نظام العمل وذلك لأن كل عمل لابد له من نظام ومن هذا النظام ما يسمى نظام الخلق أو نظام عمل المخلوقات وهو ما يسمى بقوانين الطبيعة أو الشريعة الكونية ومنه ما يتعلق بالمخلوقات العاقلة وهو نظام التشريع لذلك جعلت نظام المخلوقات في التسلسل الخامس من المعاني السبعة أما نظام التشريع فهو المعنى السادس فيها ثم أني وجدت أن كل عمل لابد له من جزاء في الدنيا أو في الآخرة فكان معنى الجزاء هو المعنى السابع والأخير من المعاني السبعة لأن الجزاء هو نتيجة أي عمل فكل عمل لابد له من عاقبة أي نتيجة.
وهكذا وضعت المعاني السبعة بحسب التسلسل المنطقي وهو التسلسل السببي القائم على ارتباط السبب بالمسبب أي ارتباط العلة بالمعلول. فهذه المعاني السبعة متسلسلة ومتلازمة وبسبب ذلك نجد اللفظ الواحد في القرآن يستعمل في الدلالة على أي معنى من هذه المعاني السبعة إضافة إلى دلالاته اللغوية المذكورة في معاجم اللغة.