قال النسفي : هو عالم من علماء بني إسرائيل أوتي علم بعض كتب الله فخرج من الآيات بأن كفر بها و نبذها وراء ظهره.
٢ _ معنى الإرادة
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً)(مريم: ٧٧-٧٨)
قال السيوطي : العاص بن وائل قال لخباب بن الأرَتّ : لأوتينّ على تقدير البعث مالا وولداً فأقضيك
قال النسفي :( أطّلع الغيب ) أي أنَظر في اللوح المحفوظ فرأى منيته.
أقول : قوله ( لأوتين مالاً وولداً ) و بصيغة التأكيد فيه كفر بإرادة الله و مشيئته النافذة مع جهله بما كتبه الله له في اللوح المحفوظ فمعنى الآية هنا إرادة الله.
٣ _ معنى القوة
(وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً)(الفتح: ٢٠)
قال النسفي :( فعجل لكم هذه ) مغانم خيبر و كانت أرضا ذات عقار و أموال فقسمها عليهم ( و لتكون آية للمؤمنين ) عبرة يعرفون بها أنهم من الله عز وجل بمكان و انه ضامن نصرتهم و الفتح عليهم.
أقول : إن تفسير الآية هنا بمعنى العبرة ليس مناسباً كما أن قوله : و انه ضامن نصرتهم، يعني تفسير الآية بمعنى البشارة أو العلامة و هو اقرب للقبول ولكن الأولى أن نفسر الآية هنا بمعنى القوة فهم بلا شك كانوا بحاجة إلى المال و المال قوة.
(لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ )(: من الآية١٥)
قال السيوطي :( آية ) دالة على قدرة الله ( جنتان ) بدل
أقول : الآية هنا أيضا بمعنى الثروة و المال و هو قوة و ليس صحيحاً تفسيرها بمعنى العلامة الدالة
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً)(الكهف: ٩)


الصفحة التالية
Icon