قال النسفي :( اويلبسكم شيعاً ) يخلطكم فرقاً مختلفين على أهواء شتى كل فرقة منكم مشايعة لإمام و معنى خلطهم أن ينشب القتال بينهم.
أقول : إن مجرد الخلط لا يستلزم القتال و كذلك الاختلاف فاللبس هنا بمعنى التقوية فأن القوة أساس البأس الذي أشارت إليه الآية.
٤ _معنى العمل
(وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)(لأعراف: من الآية٢٦)
قال السيوطي :( لباس التقوى ) العمل الصالح.
٥ _ معنى نظام المخلوقات
(أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً* وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً)(الفرقان: ٤٥-٤٧)
قال النسفي : كاللباس يستركم بظلامه.
أقول : إن التخفّي بالظلام و التستر به ليس من المصالح المعروفة للعباد لكي يذكّر الإنسان بها و لكن جعل الليل لباساً بمعنى نظاماً دورياً يحقق مصلحة العباد و حاجتهم إلى النوم و الراحة هو موضع التذكير بالنعمة فاللباس هنا بمعنى نظام الخلق للكون والأجرام السماوية.
٦ _ معنى نظام التشريع
(وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ* وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ) (الأنعام: ٧-٩)
قال الشوكاني : عن مجاهد : لخلطنا عليهم ما يخلطون. و عن السّدي : شبهنا عليهم ما يشبهون على أنفسهم.


الصفحة التالية
Icon